السبت، 13 نوفمبر 2010

ليالي الألف ليلة وخمسين ليلة ...... 1

الليلة الأولى ( محمود في الصالون )



قال له والدها: إحنا بنشتري راجل واللي في بيتك ليك
قال محمود :وانا عمري ما هبخل على بيتي
قال الأب: كل شئ سيكون مناصفة بيننا ( إلا إذا كنت تحب أن تدفع مهر )
: لا لا مناصفة أفضل
قالت أم العروس :بس الأجهزة والمطبخ عليك
نظر أليها الأب بغيظ ولكنه لم يتكلم
و سكت محمود قليلا ثم قال : ومالو دي حاجات بسيطه
قال الأب :الشبكة دي هدية العريس لعروسته لن أتكلم فيها وإحنا بنشتري راجل
قال محمود: ومنى قيمتها عندي لا تقدر
قالت أم منى : ما رأيكم نشترى الشبكة الآن (علشان نخلص منها)
سكت محمود ونظر لسجادة الصالون المزركشة وقال : إحنا نقرأ الفاتحة ونعمل اجتماع عائلي صغير نلبس فيه (دبل)ونؤجل كل شئ للفرح الكبير
قالت الأم : آه هكذا أفضل . ولنشترى الشبكة الآن ثم نتركها على جنب للفرح الكبير
قال محمود : ما رأيك يا طنط هل نختار الفرش مودرن أم كلاسيك
قالت الأم : كما تحبون يا أبني (ده شئ يرجع لك أنت ومنى)
قال محمود :ربنا يسهل .. ما رأيك يا عمو نقرأ الفاتحة الجمعة القادمة
قال عمو: ومالو يا أبنى على بركة الله
قالت الأم : لا لا خلينا الجمعة اللي بعدها .. يكون ميدو انتهى من امتحانات الشهر
سكت محمود وعلى وجهه بانت علامات الغيظ
قال عمو: أيه رأيك يا محمود
قال محمود: كله إلا ميدو ..الجمعة اللى بعدها ومالو
فقام الأب وهنأ محمود و خرج لينادي منى .. دقائق وقفزت منى داخل الحجرة وهي تنظر لمحمود في سعادة بالغة
وهي لا تصدق عينيها (أخيرا محمود في الصالون ) لم تكن تصدق أن هذا اليوم سيأتي أبدا .
جلست على الكرسي المجاور له والتفتت قائلة : أزيك يا محمود
رد محمود: الحمد لله
قال الأب : إن شاء الله الفاتحة الجمعة البعد القادمة مبروك يا منى
: الله يبارك فيك يا بابا
وسكت الجميع .. وكانت الأجواء مشحونة ففضل محمود أن ينسحب قبل أن ينفلت منه ما يؤخذ عليه وكما قالت له جدته ( النسب مثل اللبن يعكره اقل شئ ) فلينسحب قبل أن يندلق اللبن
قام قائلا : تأخر الوقت . يجب أن أذهب ( تصبحون على خير )
قالت منى بحزن : ليه لسه بدري !! خليك شويه
فنظرت لها أمها نظرة صارمة وقالت وهي تكلم محمود: خلاص يا حبيبي براحتك تصبح على خير
سلم محمود على الجميع وخرج
في طريقه إلى البيت وهو يقود سيارته داهمته الهواجس مرة أخرى . (خلاص كده هتجوز ).. لماذا منى بالذات ؟ هل اختياري صحيح . ألن تتغير مشاعرنا مع الوقت
يعرف محمود منى منذ عام تقريبا .تعرف إليها في فرح عادل صديقه تحدث معها حديثا قصيرا ومن يومها وهو عالق في شباكها في كل يوم كان يشعر أن قدميه تغوص أكثر فأكثر وكان على يقين من أن هذا اليوم سيأتي . سيجلس في صالون بيتهم وسيتحدث مع والدها ثم يقر على نفسه أنه (مجنون ) وملزم بدفع مائة ألف جنيه على الأقل حتى تنتقل منه إلى شقته ال140 متر التي اشتراها بأكتوبر ( واكتوبر هو الإسم الحركي لمدينة السادس من أكتوبر )أشتراها بشق الأنفس .. دفع له والده (رحمه الله ) المقدم ويدفع هو الأقساط من راتبه ويدفع أيضا أقساط سيارته . كيف سيدبر المال اللازم للزواج لا يعرف .

2
حين وصل إلى البيت وجد والدته سهرانة في انتظاره
و سألته : خير اتفقتم ؟
قال : الحمد لله
: على ماذا اتفقتم ؟
فكر في أن يكذب عليها و في أن يقول لها ما تحب أن تسمع ( وخلاص )
ولكنه فوجئ بالكلمات تخرج من فمه وأخبرها بما حدث بالضبط فتغير وجهها وبان غيظها واندفعت قائلة : ليه كده . لماذا وافقت على أن تتحمل المطبخ والأجهزة وحدك .. هذا ظلم
: ظلم ليه يا ماما مش ده بيتي وأن الراجل.
قالت: الناس كلها ماشيه النص بالنص في كل شئ .. دي مش أصول .. هم كده إستفردوا بيك
رد محود بعصبية: يعني ايه أستفردوا بيه بس
قالت: لم تعجبني والدتها أصلا وكنت أعرف أنها ستفعل ذلك
قال محاولا أن يهدئ الجو: محصلش حاجه دي حاجات بسيطة
قالت : أصلك طيب زي أبوك ( طيب = أهبل )
أنا هتصل بيهم وأكلمهم . كده مش هينفع
أحمر وجه محمود وأنفعل قائلا : عيب يا ماما لا تحرجينني
أشاحت بوجهها وحركت كفها في الهواءوقالت: خلاص لن اتدخل لك في شئ بعد الأن ( أتفلق ) .. ثم تركته ودخلت إلى حجرتها وصفقت الباب وراءها
كان والد محمود دائما ما يردد على مسامعه أن الرجل لا يكذب وان الكذب يسبب الخسارة في كل الأحوال .. ولكنه الأن يخشي أن يكون ما تعلمه طوال عمره عن الصدق مجرد خدعة وأن الرجل الحقيقي هو الذي يعرف متى يجب عليه أن يكذب ومتى تكون الحقيقة هي ما قد يسبب الخسارة ( ووجع الدماغ )



يتبع .. إن شاء الله

هناك 6 تعليقات:

عمرو يسرى يقول...

قصه جميله جدا
ولكن جمله النهايه
الرجل الحقيقي هو الذي يعرف متى يجب عليه أن يكذب ومتى تكون الحقيقة هي ما قد يسبب الخسارة ( ووجع الدماغ )

كان ممكن تصاغ بشكل اخر او تضاف ليها بعض الكلمات حتى لاتكون القصه تدعوا للكذب لان الصدق منجى بردوا
وكمان افضل ان تكون القصه لاتدعوا الى حاجات سلبيه

إيمان يقول...

عمرو يسري

لا متخافش مفيش اي حاجات سلبية

القصة لسه ليها بقية

في الجزء اللى جاي لما يجي يطبق نظريته الجديدة هيكتشف ان الصدق مهما كان منجى بردوا وأن الكدب أخرته وحشه
بس بشكل عملي
نورت يا استاذ عمرو وسعيده أن القصة عجبتك .. وشكرا للملاحظه

تامر علي يقول...

ارجع يا محمووووووود :) أمامك منزلق خطير

حد يحذر محمود يا جماعه ويقوله يخرج من الصالون ... الصالون به سم قاتل :)))

إيمان يقول...

تامر على

يلا إشمعنى هو .. خليه يتزحلق في المنحدر ويدفع تمن تهوره
وياما ناس قعدت قبله في الصالون ومفيش حد بيتعلم من اللى قبله

Kariman Al Essawy يقول...

قصة جميلة وفي انتظار الباقي شكراً لكِ :)

إيمان يقول...

شكرا لمرورك ولتشجيعك