الأربعاء، 13 يونيو 2012

بهية


في قصرها العالي البعيد جلست تتأمل كتاب حكاياتها المحفوظ .. بهية لا تشيخ ابدا .. تنتظر فارسا او فرسانا لتهدي اليهم كتابها وكنوز قصرها المخفية .. هم على مسافة ليست ببعيدة عن ابواب القصر..  بالألاف وربما بالملايين ان ارادوا .. يتطلعون لتحريرها و لرؤية بهاءها الذي لا ينقطع .. ولكن دائما على بوابات القصر البعيد يقف حراس بالالاف مدججون بالسلاح حجتهم حمايتها هيأتهم كهيأة الجنود لكنهم يخفون تحت جلودهم هيئة الذئاب التي لا تنكشف الا لبعضهم بعضا ولا يراها الا الفرسان .. يقفون على البوابات فى نوبات حراسة لا تنقطع ابدا .. يتبدلون على مرور الاجيال لا هم لهم الا حجب بهائها وكنوز قصرها وجميل حكاياتها عن اعين البشر وحرمان فرسانها الحقيقيون من حراستها  .. و يمنعون عنها اهلها واحبابها ونسمات الهواء حتى .. متى يملون الحراسة متى يتعبون ؟.. هم لا يتعبون ابدا .. فرسانها ايضا لا يتعبون و لا يملون .. يرتاحون قليلا ثم يعودون في محاولات مستمرة لاقتحام القصر وفي كل مرة يسقط منهم العشرات تسقط الاجساد الطاهرة فتتلاشي على الفور تبتلعها الارض العطشي في حديقة القصر فينبت مكان كل جسد زهرة .. زهرة واحدة بلون زاهي وعبير اخاذ  .. زهرة لا تذبل ولا تموت ابدا.
من خلف النافذة تطلعت الى حديقة قصرها المليئة بالزهور .. يخنق الحزن روحها تتساقط دموع الحرقة من مشهد الزهور المتراصة.. تكاد الزهرة لا تترك مكان لاختها لم يعد مكان فى حديقة قصرها لمزيد من الزهور ولا في قلبها لمزيد من الأوجاع .. تتمنى لو انها تستطيع البكاء كما يحلو لها ولكنها تتذكر بهائها الذي تدخره لفرسانها فتمسح دموعها وتغسل وجهها بماء الورد وتعود لكتابها تخط فيه حكايات جديده عن اجساد طاهرة جديدة وارواح حرة كادت ذات يوم ان تتخطى شراسة الحراس المسعورين و تعبر ابواب القصر .