تم الاحتفال .. وأصبح كل شئ تمام وعال .. ولأن الموافقة كانت دون تدقيق أو سؤال .. فلم ينتهي القيل والقال ..ولا زال بعض من أهل الشارع يشككون في مدى صحة القرار. لكن وبالرغم من كل هذا .. بدت ست البنات مطمئنه مرتاحة البال و إزدادت فوق جمالها جمال .. وعلى عكس ما توقعنا جميعا أظهرت الأيام أن عصام ( السيد عريس ) شابا رائعا وعلى خلق .. استطاع بروحه المرحة وشخصيته الساحرة أن يخطف قلب ست البنات وقلوبنا جميعا .. أصبحت قصة حبهما من أجمل قصص الحب التي مرت يوما فى شارعنا المليء بالحكايات ذات مرة حكت لي ست البنات شيئا عجيبا .. قالت لي أنها وقبل خطبتها بعدة شهور رأت في أحلامها شابا يقف بعيدا عنها لكنه ينظر إليها باهتمامدون أن ينطق بكلمةوتكرر هذا في أحلامها عدة مرات حتى كان في ليله أن رأته يقترب منهاثم امسك بيديها فى حنان وسألها عن الطريق لمنزل أسرتها. في اليوم التالي سمعت همس يدور بين والديها حول ذلك العريس الذي سيأتي لزيارتهم .. وفى مساء أحد الأيام حين جاء لزيارتهم للمرة الأولى .. عرفته فورا .. إنه زائر الأحلام لذلك لم تفكر كثيرا ولم تتردد في الموافقة على الخطبة أليس رائعا حقا أن نحلم بحلم جميل لنستيقظ ذات يوم وقد أصبح حقيقهأليس هذا رائعا حقا ( ست البنات ) تستحق هذا واكثر فهي فتاة رائعة بحق فبالرغم من كثرة معجبيها ومحبيها لم تفكر أبدا في الإرتباط بذلك النوع من الشباب.. شباب من نوعية ( نحب دلوقتى وبعدين نتفاهم )لم تخرج أبدا عن نطاق الأهل .. وبالرغم من احتياجها الشديد لقلب يبادلها الحب .. إلا أنها كانت تعرف تماما أن أى إرتباط لا يرضى الله لن يأتى من وراءه إلا الشقاء .. حكت لنا عن أيام طويلة تضرعت فيها لله تطلب منه أن يرزقها قلبا جميلا يبادلها المشاعر ,, ويحفظ الله فيها وكم كانت تؤلمها شفقة أهل الشارع عليها .. كانت تتساءل أحيانا ما بال هؤلاء الفتيات اللاتي يلقين بشباكهن على احدهم .. أملا فى الزواج السريع بأي طريقة .. ماذا لو فعلت مثلهن هي وإن أرادت لن يصعب عليها ذلك أبدا .. لكن ما لا يرضى الله عنه لن ترضاه أبدا لنفسها مر عام على خطبتها ..تغيرت ست البنات كثيرا أصبحت أكثر إهتماما بجمالها وزينتها .. إستبدلت الحذاء المريح بأخر من النوع ذا الكعب العالي أصبح عصام هو كل ما فى حياتها صباحها ومساءها مشغولة به وبمستقبلهما معا .. حتى أنها رفضت تلك الوظيفة الرائعة لتتفرغ لبناء بيت الزوجية .. عصام أيضا كان يبادلها المشاعر وما بينهما كان شيئا مميزا و رائعا حقا .. ومع بداية الصيف الثاني بدأت الاستعداد ليوم الزفاف وتطوعنا أنا وبعض بنات الشارع لمساعدتها في أداء بعض المهام التي تسبق الزفاف فقسمنا الأعمال بيننا .. وأعددنا قائمة بالمهام الموكلة لكل منا وبإقترابنا من ست البنات وخطيبها عصام .. رأينا كيف يكون الحب رائعا تحت مظلة الأهل .. وكيف أن القلوب حين تتحرر من الإحساس بالذنب تصبح حرة طليقة فتبدع في إظهار ما بها من حب .. كان الحديث بينهم بالعيون أكثر منه بالكلمات علاقة جميلة جدا يسودها التفاهم والإنسجام كان أجمل يوم جمعنا معهما .. ذلك اليوم الذي ذهبنا فيه لشراء ثوب الزفاف .. دخلنا أنا وهي والفتيات إلى داخل المحل شعرنا حينها وكأننا في عالم جميل .. عالم سحري .. فثياب العرس البيضاء بدت تحت الأضواء متلألأة بشكل رائع .. ووقف هو بالخارج على مضض عملا بتلك الخرافة القائلة بأن العريس إن رأى ثوب العروس قبل يوم الزفاف فهذا نذير شؤم وأخذنا ننتقى ثوبا من بين الثياب البيضاء حتى وقع اختيارنا على ذلك الثوب ذو الأزرار الخلفية والتطريز الفضي يا الله ..........كم كان ثوبا رائعا وكم بدت ست البنات رائعة الجمال في هذا الثوب ولكنها وبشكل عفوي نادت عليه .. لم تحتمل ألا يشاركها هذه اللحظة كان رأيه عندها أهم من رأينا جميعا .. خرج صوتها ملهوفا خجلا ( ها أيه رأيك .. أيه رأيك ) نظر إليها وفى عينيه نظرة رائعة بها من المعاني مالا يستطيع الكلام وصفه .صمت للحظات ثم امسك بيديها قائلا ( مبروك .. مبروك يا حبيبتي ).. لم يستطع أن ينطق بأكثر من ذلك باقي على يوم الزفاف أسبوع واحد ... كل شئ أصبح جاهزا تقريبا غدا سنذهب لإستلام ثوب الزفاف ستكون الإصلاحات المطلوبة قد تمت في المساء موعدنا مع ( ست البنات ) سنجتمع عندها لتجميع ملابسها الجديدة لتصنيفها في حقائب مختلفة .. استعدادا لنقل تلك الحقائب لبيت الزوجية وعندما ذهبنا اليها فى المساء بدت ( ست البنات ) أكثر تألقا ومرحا .. لكنها كانت قلقة بعض الشئ ... بالأمس شاهدت حلما غريبا رأت نفسها بصحبة عصام يمشيان في طريق طويل .. مشيا كثيرا حتى إذا اقتربا من نهاية الطريق .. إذا بالطريق ينقسم فجأة إلى طريقين ترك ( عصام ) يدها ومشي في طريق وهى في الأخر واستيقظت وهى تبكى وحين اجتمعنا عندها نسيت أو حاولت أن تتناسى ما رأت .. كان اجتماعنا أقرب إلى احتفال صغير .. نغمات راقصة تملأ المكان لم تستطع أجساد الفتيات مقاومتها .. فتطوعت إحداهن وافتتحت منافسة للرقص .. وبالرغم من الصخب والبهجة جلست ( ست البنات ) بيننا ولكنها كانت مشغولة البال وكأنها ليست معنا .. تحمل الهاتف في يدها تنتظر مكالمة من عصام .. تنظر إلى الهاتف في كل دقيقة تخشى ألا تسمعه من كثرة الضجيج مرت ساعات قبل أن يرن الهاتف معلنا اتصالا من عصام حملت الهاتف في لهفة احمرت وجنتيها من فرط الانفعال همهمت ببعض كلمات وذهبت بعيدا .. توقعنا أن يطول الحديث بينهما ولكنها دقائق معدودة حتى وجدناها أمامنا بوجه أخر غير الذي ذهبت به .. تختنق الدموع في عينيها ويرتعش جسدها من الانفعال حاولنا تبين ما حدث منها ولكنها وفى لحظات وقعت مغشيا عليها
وهى أصداره الأول ( على ما أعتقد ).. وتعتبر المجموعة بداية جيدة جدا للكاتب حيث
تحتوى المجموعة على سبعة عشر قصه قصيرة لكل منها أسلوب سرد
مختلف .. وتناقش موضوعات مختلفة .. تم عرض الموضوعات بشكل جيد جدا
لا يخلو من التشويق وبعض الخيال
نتمنى للأستاذ /تامر على مزيدا من التقدم .. وفى انتظار الإصدار القادم ... المجموعة متوفرة فى دار آفاق للنشر والتوزيع75 شارع القصر العينى .. المجموعه متوفره على ملفات وورد من يرغب فى الحصول عليها يرسل ايميله للكاتب على tame472@gmail.com
من أكثر القصص التى أعجبتني قصة ( السر ) .. أترككم مع جزء منها
الســــــــــــر
مع نسمات المساء العليلة التى تبعث فى نفسك شعورا لا نهائيا بالملل والخدر
حينما تحس أن ما مضى من حياتك لم يكن بهذا القدر من النجاح أو الفشل
الذى أردت له أن يكون ... عندها تتمنى شيئا ما يكسر هذه الرتابه وهذا الضجر المترسب عبر سنين عمرك على جدران حياتك الماضية
جلسا في صمت تتخلله كلمات قصيرة حول نقلات قطع الشطرنج أمامهما
لم يكن أى منهما يدرى حقيقة مشاعره تجاه الأخر لذا كانت فترات الصمت أطول من تلك المصحوبة بكلمات ... وبلا مقدمات هدم ( حسان ) ترتيب القطع على الرقعة بكلتا يديه ونظر إلى ( صبري ) نظرة جعلت الأخير يتجمد للحظات
_ ما رأيك لو نكسر هذا الملل ونلهو قليلا ؟
_ .................كيف ؟
_ سوف نلعب كما لم نلعب من قبل
_ ..............
_ نظرية الحافز
_أكمل .............
_سوف نلعب بدافع ما .. دافع قوى
_ وما هو دافعك يا سيد حسان ؟
_الخاسر فى المرة القادمة يتعين عليه إفشاء سر ما .. سر لا يعلم
أحد عنه شيئا .. شئ ما بين الشخص ونفسه .. شئ من تلك الأشياء
التي لا تقال يا سيد صبري .. إنك تعرفها بالطبع
نظر إليه صبرى قليلا ثم قال
_ومن يضمن أن المهزوم سيقول الحقيقة أو سيقول أي شئ أصلا ؟
_ كلمة الشرف ... ينتعاهد على ذلك بالشرف
فكر صبري قليلا ثم أردف
_ليكن يا سيد ( حسان ) ليكن ... فلنبدأ
أصبحت الأمور مختلفة الأن .. لم تعد كما كانت من قبل .. ساد الصمت
الثقيل .. كل نقلة كانت تحمل كرها ..أو حذرا .. أو قلقا .. أو كل ذلك
لكنها أصبحت مختلفة بالتأكيد .. لم يعلم أى منهما كم مر من الوقت أو كيف مر
لكنها كانت دقائق من ذلك النوع الذي يحمل السنوات بداخله .. كل منهما
يفكر مليا في السر .. ذلك السر الذي يخفيه ..ذلك السر الذى سيفشيه هل سيكذب؟
لماذا علينا أحيانا أن نواصل أشياء لا نريد إكمالها ؟.. لماذا نصنع قوانيننا الخاصة التي لا تلزم أحد سوانا.....................................إلى نهاية القصة
ست البنات هي أجمل فتيات شارعنا .. أكثرهم ذكاء وأخفهم ظلا ذكائها من نوع خاص جدا ... روحها الجميلة تجعل صحبتها غاية في المتعة عفويتها التي تفاجئك تجعلك حين تقابلها للمرة الأولى تشعر وكأنك تعرفها منذ سنوات في طفولتها كان جمالها رائعا .. حتى أنه كان لدى الجميع يقينا بأنها وعندما تخطو خطواتها الأولى نحو الأنوثة سيقف الخطاب ببابها بالمئات ولتكتمل الروعة كانت ست البنات متفوقة في دراستها ... فحصلت على مجموع كبير في الثانوية العامة مما أهلها للالتحاق بإحدى كليات القمة وأحتفل الأهل والجيران وذهب الجميع لتهنئتها بالنجاح والتفوق وعلى لسان الكل كلمة واحده ( عقبال العريس ) وكأن النجاح لن يساوى شيئا إذا لم يكن هناك عريس وبالرغم من كل شئ داعبت الكلمة أحلامها ولمست وترا حساسا في أعماقها .. فصارت تنتظر ( هذا العريس ) أناء الليل وأطراف النهار تتفحص ملامحها في المرآة بين الحين والأخر لتتأكد من أنها تستحق عريسا مناسبا تحلم به وتنتظر أن يظهرلها فى أى لحظه وشيئا فشيئا وبالرغم من تفوق ست البنات وإنشغالها التام بالدراسة إلا أن كل شئ في حياتها أصبح يتمحور حول ( عريس الغفلة ) .. وعلى كل حال لم يكن هناك ما يدعو للقلق فست البنات تستحق أفضل العرسان ولكن وعلى غير المتوقع إطلاقا .. لم يأتي هذا العريس .. وطالت غيبته حتى بدأ القلق الصامت يسيطر على الأجواء .. وكثر الهمز واللمز ولسان حال الجميع يقول ( فين العرسان ) فإذا قابلتها خالتنا إحسان نظرت اليها بشفقة بالغه وهى تمط شفتيها في تعجب .. وبدلا من أن تلقى التحية تبادرها بكلمات غاية في الرقة ( هي العرسان إتعمت فى عنيها ولاإيه ..ياعينى عليكى يا حبيبتي ربنا يفرحك ) ولا يخلو صوتها من نبرة أسى على ما آل إليه حال ست البنات أما الحاجه سعاد فهي امرأة طيبة القلب يعتقد أهل شارعنا أنها امرأة كلها بركة دعواتها مستجابه .. كانت كلما قابلت ست البنات لا تبخل عليها بالدعوات فتقول بصوت يملأه الخشوع والأسى ( يا حبيبتى يا بنتي ربنا يسعدك ويرزقك بابن الحلال ويطمن حبايبك عليكى ) أما الست فوزيه والدة ست البنات فقد كانت تتظاهر بالصلابة وتتدعي عدم القلق .. ولكن قلقها كان واضحا جليا لكل من حولها فهي دائمة النقد والتوجيه للمسكينة ست البنات ( إلبسي كذا .. متلبسيش كذا .. إعدلى ضهرك .. إفردى جسمك وانتى ماشيه .. وطى صوتك .. انتى بتاكلى كتير كده ليه .. انتى مبتكليش كويس ليه ........إلخ ) وبلغ بها القلق مداه بعد خطبة مروه صديقة ابنتها .. وهي الأقل جمالا وذكاءا وبدلا من أن يصبح ( العريس ) مجرد أمنية جميلة أو حلم رقيق صار ضرورة وإلا سيتم إتهامها بالعنوسة مع سبق الإصرار والترصد وبالرغم من انها لم تبلغ عامها الثالث و العشرين بعد .. وبالرغم من إنشغالها بدراستها إلا أنها ولكونها فتاة جميله ومن أسرة محترمه فهي إذا وبمعايير السوق ( حالها واقف ) .. لم يشفع لها تفوقها ولا دماسة أخلاقها ولا كونها من أسرة محترمه بل بالعكس قرر أهل شارعنا وبناء على ذلك إعطاءها عدة شهور قليله قبل أن تتخرج من الجامعة وإلا سيتم إطلاق لقب عانس عليها حتى ولو تأجل إستخدامه علنا لعدة سنوات أخرى وفى خضم هذه المعمعة .. جاء الفارس المنتظر على حصانه الأبيض !!!!!!!!!!!! ... أقصد في سيارته الحمراء يحمل كعكة من النوع المفتخر جدا ... ولأن غيابه كان قد طال ولأن الجميع كانت تقتلهم لهفة الإنتظار فلم يطيل الأب التفكير ولم يدقق في السؤال ... وتمت الخطبة بشكل سريع بين أجواء غاية في الروعة والرومانسية تألقت فيها ست البنات بفستانها الوردى و بدت وكأنها أميرة من زمن الحكايات .