الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

حلة طبيخ جاهزة





وبحب الناس الرايقه اللى بتضحك علطول .. أما العالم المتضايقه أنا لأ مليش فى دول
ومليش فى الدمع لالا .. ولا فى الناس الشياله كل اللى في قلبه حاجه أول بأول يقول

عايزه كل واحد قبل ما يقرا البوست يعلق إجبارى ويحكيلى أيام طفولته الناس كانت عامله أيه .. يحكيلى الناس كانت عامله ازاى مع بعض بس بأمانه يحكيلى هل كانت ايام حلوة ولا أيام كئيبه زى اليومين دول .. وياريت يكون أكثر أمانه ويقولى هل هو بيوفر نفس الجو الحلو ده لأولاده ولا دايما ضارب بوز ومستنى معجزة تيجى تغير حياته
وياريت بقى يفهمنى علشان أنا علامى على قده
هل مثلا إحنا أحوالنا المادية والاقتصادية و الصحية والانسانيه أسوأ من حال أهالينا لما كانوا فى سننا ..
هل مثلا هم كانوا بيروحوا أشغالهم فى طيرات خاصة ماركة شرق الدلتا
ولا مثلا كانوا بيتغدوا فى هيلتون ويتعشوا فى الميريديان
وهل مثلا البلاوى والفساد اللى كانوا شايفينه ايامها أقل من اللى احنا فيه.
والدتى وهى فى سنى وهى ست متعلمه وموظفه محترمه وزوجه لوالدى اللى هو باش مهندس قد الدنيا ووارث كمان كانت بتعمل حساب تمن المواصلات اللى هتزور فيها أهلها ومع ذلك بتحكى عن مغامرتها فى هذه الفترة بمنتهى السعاده
أما والدى واللى كان ظابط فى الجيش فى الفترة من سنة1968 إلى 1974 وكان من الناس اللى لبسوا فى الحيطه وفضلوا فى الجيش 6 سنين أو أكتر و طبعا مبدأش حياته غير لما خرج من الجيش واشتغل يعنى ضيع من عمره حوالى عشر سنين بسبب التحاقه بالخدمه العسكرية ورغم ذلك بيتكلم عن هذه الفترة بمنتهى الحب وبحس وشه بينور لما بيفتكر ذكريات الفترة الهباب دى ...
والدمويه بترد فى وشه لما مثلا يحكيلنا عن رجليه اللى كانت هتطير لما مشى فى حقل ألغام من غير ماياخد بالة زى ما يكون بيحكى موقف كوميدى مثلا ..
ولا لما يفضل يضحك ساعه قبل ما يحيكيلنا لما كان بايت فى الوحده لوحدوهو والعسكرى وسمع أصوات وحركات ( عفاريت يعنى .. عفاريت بجد مش هزار) ..
العسكرى اللى كان معاه ميت من الرعب ووالدى بيهزأه وبيبهدله علشان خايف زى العيال ..مع أن والدى بيقول انه كان مرعوب أكتر منه ورجليه بتخبط فى بعضها ومن كتر ما نص كلامه وذكرياته عن الفترة دى بحس انه عاش عمره كله فى الجيش
حد يرد عليه هل الفساد والقرف اللى فى بلدنا أقل من اللى كان موجود فى فترة الانفتاح .. حد يفهمنى يا جماعه هل الناس من تلاتين سنة مثلا كانوا عايشين فى مصر تانيه غير اللى احنا فيها .. مصر مثاليه .. هل الحاله الاقتصاديه وقتها كانت فله وتمام ولا الناس دى كان عندها مشاكل ووجع قلب أكتر من اللى احنا فيه الف مرة .. هل الانسان المصرى ساعتها كان عايش فى هنا ونعيم
طيب ليه الناس دى كانت بتحب نفسها وبتحب بعضها وبتحب ولادها .. ليه الناس دى عمرنا ماسمعناها بتشتكى من الهوا زىنا ولا عمرنا سمعناها بتتكلم عن جيرانها سواء مسلمين او مسيحين غير بكل خير ..
ليه أيامها كانت اى سهرة متسمعش فيها غير أصوات الضحك اللى جايب أخر الشارع .. !!!
ليه أيامها كانت كل ست بيت سواء كانت موظفه أو لأ دايما لازم تسيب حلة طبيخ جاهزة فى التلاجه علشان لو أى ضيف جه فجأه .. لأن وقتها مكانش ينفع ضيف يجى بيتك من غير ماياكل
ليه أيامها كان كل بيت رغم الفقر والشقق اللى كانت قد علبة السمنه بتاعة روابى اللى بفتحة سقف كان فيها سرير او اتنين زياده أو على الاقل سرير كبير غير بتاع الاطفال علشان لو فى حد هيبات أصل كان لازم كل أجازة يكون فى حد هيبات ..
ليه زمان كان كل يوم عندنا ضيف ولازم كل يوم نرجع من المدرسة نلاقى حد فى البيت .. ان شالله خالتى سنيه االرغاية جارتنا ..
ارجوكوا يا جماعه سيبكم من حكومتنا المباركه النظيفه الرشيده الغاليه .. وصحصحوا معايا وردوا عليه فى ايه احنا مالنا ؟! ليه كل كمية النكد الغير طبيعيه دى ليه بقينا دايما مأجلين حياتنا لسبب ما .. ليه دايما بنشتكى وعجبتنا اللعبه واستحلينا دور الضحيه

الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

الأميرة النائمة والأمير المصري ... الجزء الأخير

حلم مزعج

توقفت السيارة أمام قصر صغير ولكنه فخم وأنيق بواباته الحديدية مرتفعة و مزخرفة بألوان ذهبية يقف عليها حرس كثر يرتدون ملابس أنيقة للغاية .. مظهرهم يلقى الرهبة فى القلوب ... جميعهم متشابهون بقاماتهم الطويلة وبشرتهم السوداء وأكتافهم العريضة يتشابهون حد التطابق يبدو هذا التشابه مخيفا إلى حد كبير ... وقفت الأميرة عند أبواب القصر وقد أنتابتها حاله من التوتر لا تدري هل تدخل أم تطلق ساقيها للريح وتهرب من كل هذا العته والذي لا يبشر بالخير أبدا .. قاطعها بهلول الذي بدا وسط هؤلاء الحرس بقامته القصيرة وجسده النحيف وطريقة سيره المضحكة كمهرج أصيل وحقيقى لا ينقصه سوى قبعة المهرجين .. قاطعها بكلمات لم تفهمها و مضى الى داخل القصر ولحق به جميع من كان فى السيارة فمشت هى الاخرى متجهة الى الداخل ..
لم يكن لقاء كبير المهرجين سهلا فقد أحاطت به هالة كبيرة من الاحترام والتقدير المفتعل والغير حقيقي وبدا الأمر وكأنه منشغل بأمور عظام بينما كانت الأمور هادئة جدا و لم يكن هناك ما يستدعى كل هذا القلق من وجهة نظرها .... كان صبرها قد نفذ تقريبا قبل ان يأتى إليها بهلول وقد تهلل وجه بأن ( الباشا ) في إنتظارها ..
تغير كبير المهرجين كثيرا مظره المهندم والأنيق وبشرته النظيفة اللامعة شعره المصفف بعناية جلسته الوقورة بشكل مفتعل نظراته الخاوية .. كل هذا يوحى بتغير كبير ومنصب عظيم ناله هذا المهرج .. ترى كيف وصل إلى هنا وكيف اصبح بهذا القدر من الأهمية ..
رحب بها ببرود قائلا : تفضلي بالجلوس أيتها الأميرة العزيزة .. يبدو عليك الأرهاق والتعب سأدعوهم ليحضروا لك غرفة تستريحين فيها وتتناولين عشاءك
ولكن قبل ذلك أريد ان اوضح لك بعض الأمور وارجو أن تفهميني جيدا .... ستقيمين معنا هنا فى القصر معززة مكرمة حتى نجد زوجا مناسبا لك فلا تقلقى على أي شئ بعد الأن فكلنا هنا من أجلك .. ولكن لي عندك رجاء مولاتي .. لا داعي لأن يعرف أي من البشر قصتنا وتاريخنا لن يفيد أحد معرفة كيف كنا وكيف أتينا وما إلى ذلك
ترددت الأميرة قليلا قبل أن تسأله : هل لي أن أعرف أولا كيف وصلت أنت وهذا البهلول إلى هنا وكيف أصبحت هكذا ..
وضع كبير المهرجين يده على فمه وكأنه يفكر بعمق و نظرإليها بنظراته الخاوية تلك قبل أن ينطق قائلا :اسمعيني جيدا وأرجو ألا يخرج ما سأقوله لك خارج تلك الحجرة
بعد أن أقنع الأمير مولاى الملك بحملك إلي مصر حيث أمهر الأطباء والسحرة والكهنة ووافق الملك .. رحل الأمير وأنقطعت أخباره
وتغير مولاى الملك كثيرا اصبح حزينا بشكل دائم تقريبا .. وانقطعت الإحتفالات وتوقف الناس عن الإحتفال بالأعياد إحتراما لحزن الملك
ولم يعد لنا عمل تقريبا
وذات يوم خرجت إلى الغابة لأتمشى بها قليلا وكان الملل قد سيطر على تماما .. وبينما أنا أسير بلا هدف ظهر أمامي فجأة رجل تبدو عليه أمارات الحكمة والزهد .... عرفت على الفور أنه أحد العرافين الذين يعيشون في الغابة بعيدا عن الناس .. نظر إليَ الرجل واخذ يتفحصني بنظرات طويلة وطال صمته .. حتى هممت بالإبتعاد عنه والمضى فى طريقي ولكنه إستوقفني قائلا ما هذه الملابس الغريبة التي تلبسها وفيما كل هذه البهرجة التي في مظهرك ولما هذه القبعة الغريبة .. وحين اجبته بكل فخر أنني كبير المهرجين بالقصر الملكي
نظر إلي بإشفاق بالغ وقال لي أيها المسكين ليتك ولدت بعد اربعة ألف عام من الأن .. مسكين أنت وكل من هم مثلك مساكين
فبعد أربعة ألف عام من الأن سيكون للمهرجين شأن عظيم فى كل العالم ستكون الكلمة كلمتهم والعصر عصرهم .. سينتشرون ويسيطرون على كل المجالات وسيستمرون فى إلقاء النكات كما هم لكن نكاتهم لن تضحك من الوهلة الأولى بل ستبكى أولا ثم تضحك من فرط البكاء
سيلقون نكاتهم ثم يتفرجون هم على الناس وعلى تأثير نكاتهم الثقيلةعليهم ... سيلقون النكات ليلهون هم وليس لإلهاء الناس .. سيلقون نكاتهم ليزيدوا من كأبة الناس وليس للتخفيف عنهم .. الأن يظهر المهرجين فى الأعياد والمناسبات السعيدة والإحتفالات أما وقتها سيكون ظهور المهرجين سببا كافيا للغم والهم ..... ولكنهم سيعيشون عيشة الملوك ويعاملون معاملة أصحاب الرأى .. ولسبب ما سيتحمل الناس سخافاتهم ونكاتهم المريعة وغبائهم أيضا .. لسبب ما سيعتبرهم الناس أمرا واقعا ولا أمل في أفضل منهم وسيستسلمون لحكمهم ولوجودهم بهذه الصورة
صدقني أنا مشفق عليك وعلى أمثالك للغاية
زاد كلام العراف من كأبتي وهمي .. لقد خرجت إلى الغابة لعلي أحظى ببعض الترفيه ولكننى عدت مهموما ومكتئبا أكثر مما سبق وأستمر حالي على هذا الوضع لمدة أسابيع ... حتى جاء مرسال من الأمير يحمل رسالة خاصة للملك .. ووصلتني الأخبار بأن المرسال جاء ليخبر الملك أن الأطباء فشلوا تماما فى علاج الأميرة وأن السحر الذي ألقي عليها قد صعب على السحرة فكه .. ولكن ساحر واحد فقط لديه حل لا بأس به .. حل سيحزن الملك والأمير ولكن ليس أمامهم غيره .. سيرسل الساحر شخص واحد أو أثنين على الأكثر إلى زمن وصول الأميرة سيرسلهم قبل ميعاد إستيقاظها بعدة سنوات ليكونوا مستعدين لوصولها ولمساعدتها حين تستيقظ ولكن يشترط في من سيرسلهم ألا يكونوا على علاقة دم بالأميرة و ألا يكونوا من أي بلد أخر غير بلد الأميرة ..
وبالطبع كانت فرصتي لأتي لهذا العصر عصر المهرجين الذهبي .. ذهبت إلى الملك في الحال وأخبرته بما أخبرني به العراف فأرسل الملك في طلب العراف وحين اتى أكد له أنني أفضل رجل لهذه المهمة .. ومن غيري لها .. فوافق الملك وأخترت معي في رحلتي تلك بهلول وحين وصلنا إلى هذا العصر ( عصر المهرجين الذهبي ) .. وجدت الحقيقة أفضل بكثير من كلام العراف .. وكما ترين أنت كيف أصبحت وكيف اصبح وضعي ..
ولكن الأميرة لم تقبل الصمت وأعلنت لكبير المهرجين أنها لن تسكت على مثل هذه المهزلة ..وبأنها ستخرج إلى الشارع الأن وستخبر الجميع بحقيقته .., ولكنه حذرها من أن الناس ستعتبرها مجنونه ولن يصدقها أحد
فأكدت له أنها لا تهتم يكفيها شرفا أنها لم تكتم الحقيقة ولم تخدع نفسها .. حتى وان أتهمها الناس بالجنون فلن يضرها إتهامهم شيئا ولكنها حين تكتم الحقيقه سيظل ضميرها يؤلمها كل يوم ... حتى وإن ماتت بعدها فيكفيها أنها لم تتخازل ولم ترض بهذا الوضع
وفى الحال ضغط كبير المهرجين على أحد الأزرار فجاء بعض من هؤلاء الحرس المتشابهين أنيقي المظهر .. فأمرهم بأخذها وحبسها فى حجرتها والتي كانت معدة لها سابقا .. وأمرهم ألا يدعونها تخرج خارج الحجرة أبدا .. أخذت الأميرة تصرخ وتهدد وتتوعد ولكنها إنتبهت فجأة على صوت مربيتها والتي جاءت مزعورة على صوت صراخها .. حاولت تهدئتها .. حتى أفاقت الأميرة لتكتشف أن ما كانت تعيشه مجرد حلم .. لا لم يكن حلم بل كان كابوسا مرعبا ... قامت الأميرة من نومها وهى سعيدة أنها لم تولد بعد أربعة ألف عام وسعيدة أكثر أنها لن تكون في مصر وقتها .. كان اليوم هو موعد لقائها الأول مع ذلك الأمير المصرى الذي تقدم لخطبتها .. ولكنها قررت أن ترفض لقاءه وترفض الزواج منه .





الاثنين، 12 أكتوبر 2009

الأميرة النائمة والأمير المصري .....3

بهلول


ماذا حدث للمصرين وماذا حدث لمصر.. متى بالضبط حدث كل هذا التغيير؟! .. كيف تغيرت مصر إلى هذا الحد .. ولماذا كل هذا الاستسلام؟!
منذ أربعة ألاف عام و في مصر القديمة كان الجيش المصري بدائي التسليح للغاية بالمقارنة بجيوش دول أخرى كانت أقل شأنا .. ولم يكن المصريين القدماء يهتمون كثيرا بتسليح الجيش فهم يكرهون الحرب ولا يطمعون في أرض جيرانهم.. ولكن جيشهم بالرغم من ذلك كان من أقوى الجيوش في ذلك الوقت وكان قادرا على حماية أرض مصر ببراعة فائقة .. ذلك الأمر كان محيرا لخبراء الحرب حينها ولكنهم توصلوا أخيرا لتفسير مقنع .. فقوة الجيش المصري كانت تكمن في أنه جيش مصري خالص .. كل جنوده وقادته من المصريين .. كان عامل القوة الأساسي في الجيش المصري هو الإنسان المصري..
ولكن حين تغير الإنسان المصري تغير كل شيء .. سقطت قيم الإنسان المصري فسقطت حضارة مصر وتفككت وحكمها ملوك ضعاف فضيعوا حضارتها واكتفوا بجمع الأموال وبناء القصور ... ولكن لم يتحمل المصريين الشرفاء ذلك فنظموا صفوفهم ووحدوا كلمتهم ووقفوا في وجه من أراد أن يضيع بلادهم.. سنوات صعبة من المقاومة تحملوا فيها كثيرا وضحوا فيها بالكثير حتى استطاعوا أن يستعيدوا بلادهم .. وحين عاد الإنسان المصري كما كان .. عادت حضارة مصر وعادت مصر أقوى مما سبق .. و كان الأمير أحد أهم أضلاع المقاومة وعرف بشجاعته وبحبه لبلاده .. يا إلاهى لو أن الأمير هنا الآن ورأى ما تراه الأميرة لمات من الألم على حال بلاده التي حارب من أجلها كثيرا ...
على أي حال كل ما على الأميرة الآن هو الوصول للمهرج لعله يستطيع أن يساعدها أو على الأقل أن يشرح لها ما يحدث .. من الواضح أنه هنا منذ فترة .. ولكن كيف ستجده .. من أين ستبدأ
كان الليل قد أسدل خيوطه تماما...وبمرور الوقت كان الوضع قد ازداد سوءًا نظرات مريبة بدأت تحوطها من كل جانب .. رجال غرباء يحومون حولها بشكل مريب مما جعلها تشعر بخوف شديد فكرت في الرجوع إلى غرفتها بالقصر لتظل فيها حتى الصباح.. ولكنها حين وصلت وجدت أبواب القصر مغلقة بأقفال من حديد وقفت تلتفت حولها في حيرة لا تدري ماذا تفعل.. ألجمتها المفاجأة حين وجدت من يمسكها من الخلف بشكل قيد حركتها تماما ووجدت نفسها داخل إحدى السيارات والتي لم تكن قد رأت مثلها من قبل ولكن من الواضح أنها أصبحت وسيلة للتنقل الآن .. فأخذت تقاوم وتصرخ محاولة الهرب .. حاول مختطفيها إسكاتها ولكنهم لم يفلحوا حتى التفت إليها أحدهم في محاولة منه لأن يذكرها بنفسه لعلها تهدأ قليلا ولكنها من فرط الانفعال لم تلتفت .. ولكن شكله يبدو مألوفـًا .. يبدو مألوفـًأ إلى حد كبير بابتسامته البلهاء تلك وصوته المختنق عيناه اللتان تفيضان غباء ليستا بالغريبتين أبدا.. لا يمكن أن يكون هو.. هل يعقل أن يكون هذا هو أيضا .. تأنت الأميرة قليلا وأخذت تتفحصه لعلها تكون مخطأة لم تدر هل تفرح أم تتشاءم .. فوجود كبير المهرجين قد يكون لسبب ما أو إنه مجرد وهم ولكن ماذا يفعل هذا المهرج السخيف هنا هو الآخر.. لقد كان من أسخف البشر الذين عرفتهم وأكثرهم لؤمًا وبلاهة في الوقت نفسه..
لعله فطن بالرغم من غباءه لما تفكر فيه فنظر إليها قائلا : لتهدئي أميرتي فنحن هنا لمساعدتك ليس إلا لعلك تذكرينني فأنا بهلول أحد المهرجين بقصر والدك مولاي الملك وقد أرسلني كبير المهرجين لأحضرك فنحن جميعا في انتظارك مولاتي .. ثم رمقها بنظرة خبيثة ليتفحص هل أقنعها أم لا ولكن غباؤه كان أكثر من التحمل فنظراته بدت بلهاء للغاية ومكشوفة بشكل يثير الأعصاب.. وعلى أي حال فما يحدث سهل على الأميرة رحلة عناء كبيرة فهاهي تجد طريقا لكبير المهرجين الذي كانت تبحث عنه .. حقا يبدو الأمر غير مطمئنا ولا مبشرا بالخير ولكن خياراتها قليلة وليس أمامها شيء سوى تقبل الأمر الواقع لذلك فلم تجد سبيلا سوى الصمت .. فأشاحت بوجهها عنه و نظرت إلى الطريق محاولة الهروب بأفكارها بعيدا لعل الهروب بأفكارها يخفف عنها قليلا

الجزء ..1

الجزء .. 2