الثلاثاء، 20 يوليو 2010

طه فتح الباب .....1

بعض الحيوانات تلجأإلى (الاستموات ) كوسيلة للدفاع عن النفس فإذا ما شعرت بخطر تلقى بنفسها أرضا لا تحرك ساكنا لتبدو كالميتة ظنا منها أن في هذا نجاتها.. فينجو بعضها أما البعض الأخر فيصبح فريسة سهلة .. وبالرغم من أن تلك والوسيلة قد حققت نجاحا لا يستهان به في عالم الحيوان حيث أن أغلب الحيوانات المفترسة ترفض الضرب في الميت أو الأكل في الميت ... إلا أن هذه الطريقة قد أثبتت فشلا زريعا في عالم الإنسان فالإنسان المفترس يرفض تماما ترك فريسته حية أو مستموتة وبالرغم من فشلها إلا آن بعض البشر يتمسك بتلك الوسيلة كوسيلة للدفاع عن النفس ويرفض التخلي عنها لكونها الأيسر والأكثر انتشارا .
طه عبد التواب فتح الباب هو أكثر شباب شارعنا (روشنة ) وأكثرهم استخداما للمصطلحات الجديدة و يقال أنه أصبح مؤخرا كثير الإبداع في هذا المجال
يهتم طه بمظهره كثيرا ويتابع كل جديد في عالم الموضى الرجالي .. و يغير تسريحة شعره بين الحين والأخر .. حتى أنه ذات مرة قام بصبغ شعره بلون غريب أعتقد انه كان أقرب للون الأبيض ولكن للحق فقد كان اللون (لايق عليه ) ..
في حقيقة الأمر لم يكن طه هكذا طوال عمره كان شخصا مختلفا للغاية .. ولكنه مر بحوادث رهيبة وأحداث مثيرة أدت لتحول عجيب في شخصيته حدث هذا التغير منذ عام ونصف العام تقريبا منذ أن ذهب في تلك الرحلة بصحبة بعض الأصدقاء.. كانت رحلة قصيرة إلى شرم الشيخ لم تتعدى مدتها الخمسة أيام ولكنه عاد بعد تلك الرحلة شخصا مختلفا للغاية .. كانت بوادر التحول قد لاحت في الأفق قبل ذلك ولكن تلك الرحلة كانت القشة التي قسمت ظهر طه
ولأحكى لكم قصة ما حدث مع طه يجب أن نبدأ من تلك الليلة الشتوية حيث
جلست الست فوزية والدة طه في غرفتها وعلى كنبتها البلدية تنعي حظها وتجتر أحزانها وتبكي قلة بختها بعد أن قامت حماتها ( بتسميم بدنها ) وتذكيرها بأنها ( أم البنات وشايله الهم للممات ) وكان أكثر ما حز في نفسها تلك الجملة الأخيرة التي أنهت بها وصلة ( تسميم البدن ) قالتها بعد أن مصمصت شفاهها ( ربنا يعوض عليك يا بني ويصبرك على ما بلاك ) قالتها هكذا قطعة واحدة ألقت بها وانصرفت لتتركها وسط أمواج من الحزن والهم بينما تنام هي ملئ الجفنين مرتاحة البال
بكت الست فوزية كثيرا في تلك الليلة فمنذ بداية حملها الرابع وهي تستمع لتلك الكلمات يوميا .. وما ذنبها هي في أن الله كتب عليها خلفة البنات إنه قضاء الله وحكمته هل ستعترض حماتها على قضاء الله
أستيقظ الحاج فتح الباب والد طه على صوت نهنهاتها وكان قد نام مبكرا وأخذ يردد : أستغفر الله العظيم .. أستغفر الله العظيم
ودون أن يستفسر عن السبب ربت على كتفيها قائلا :قومي .. قومي يا فوزية صليلك ركعتين وسيبك من الكلام الفاضي ده .. إنتى هتعترضي على أمر الله .. ربنا بس يقومك بالسلامة وكل اللي يرزقنا بيه ربنا كويس
في بداية الأمر بدا وكأنه يحدث نفسه .. ففوزية حين تنتابها نوبة الرثاء للنفس المصحوبة بنوبة بكاء متواصلة لا تخرج منها ( ولا بالطبل البلدي ) قد تستمر هكذا أياما أو حتى أسابيع ولكنها في هذه الليلة بالذات وعلى غير العادة ما لبثت أن استجابت لتوسلاته بأن تستغفر الله ( وتقوم تصلي ركعتين )
أنهت صلاتها وجلست تبتهل إلى الله وتدعوه بأن يعوض عليها بخلفة الولد ثم توجهت إلى سريرها بعد أن أنهكها البكاء وكادت رأسها أن تنفجر .. وما لبثت أن راحت في نوم عميق
قومي يا ماما .. يا ماما قومي الساعة بقت ستة ونص هنتأخر على المدرسة
قالتها هناء ثم خرجت مسرعة
بخفة ونشاط غير اعتياديين نهضت فوزية لتعد طعام الفطور .. وأخذت تداعب البنات وتغازلهن وتلقي بعض النكات يمينا وشمالا و بدا وكأنها استعادت بعضا من مرحها القديم والذي كانت مشهورة به بين الأهل والأصدقاء وكأنها فوزية أخرى غير التي كانت بالأمس
فكر فتح الباب في سؤالها عن السبب ولكنه عاد لعقله سريعا مؤثرا السلامة فلعلها أرادت أن تتقي الله فيه وفي البنات ( وتبطل نكد ) .. و لو كان لديها ما تحكيه فستحكي وحدها دون سؤال هكذا تعود منها وإن لم يكن و على الأرجح هو كذلك فلا داعي للسؤال حتى لا تتبدل الأحوال ويقلب السؤال المواجع

يتبع ان شاء الله

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

ليه شيل الهم للممات مع البنات :(

مستنيين الكماله :)

تحياتي

يــوم جــديد يقول...

بنات !!
هم ايه وممات ايه ؟؟
خير يا أم طه .... قصدي يا أم حمزة

وحشتيني جدا جدا جدا
عودةقوية ما شاء الله
بس لما نشوف الباقي الأول
روحي يا شيخة ... وتعالي بسرعة :)

إيمان يقول...

مروه

كل سنه وانتى طيبه

شكلك من بتوع البنت زي الولد زي حلاتي يعني مع انك صعيديه
على العموم كله هيبان
منورانى يا رورو

إيمان يقول...

جنه

ماشى ماشى

انتى اللى وشحتينى جدااااااااااااا
والمدينه بتاعتنا مضلمه من غيرك
اوعدك هاجى بسرعه بس خليكى متبعاني احسن اجيلك بالعصايه انا وحمزه

Alaasalim2 يقول...

السلام عليكم

مدونتك جميله تشرفت بزيارتها

أسلوبك في الكتابه متميز بجد وفي إنتظار بقية القصة

إيمان يقول...

علاء سالم
نورتنى
متشكره لمجاملتك الرقيقه
أنا كمان زورت مدونتك ولقيتها مميزه بجد شرفت وأنست